كان يوسف طفلًا صغيرًا، لم يتجاوز السبع سنوات عندما فقد والديه في حادث مأساوي. بعد الحادث، انتقل للعيش في دار الأيتام، حيث وجد نفسه وسط مجموعة من الأطفال الذين يشبهونه في كثير من الأمور. لكنه كان يختلف عنهم بشيء واحد: كان يحلم دائمًا بأن يراهم يبتسمون كما كانت والدته تبتسم له.

مرت الأيام، وتعلم يوسف في الدار كيف يكتب ويسبح في بحر الكتب. كانت له هواية الرسم، وقد قرر أن يحيي ذكرى والدته برسوماته التي كانت تتحدث عن الأمل والحياة. بدأ يعرض رسوماته على مديرة الدار، التي أعجبت بها وأخذتها لعرضها في معرض محلي.

ومع مرور الوقت، بدأ الأطفال الآخرون يتقربون من يوسف ويطلبون منه أن يعلمهم كيف يرسمون. أصبح يوسف مصدر إلهام لهم، حيث وجد في تلك اللحظات السعادة التي كان يبحث عنها.

لم يكن يوسف بحاجة إلى الكثير ليشعر بالسعادة. كان يكفيه أن يشعر بأنه قادر على نشر الفرح والأمل بين أصدقائه في دار الأيتام، وتلك كانت رسالته في الحياة: أن الأمل لا يموت مهما كانت الظروف.